القراءة للطفل… كيف تختار كتابًا مناسبًا لطفلك؟

اختيار كتاب يلقى إعجاب طفلك ويفيده ليس بالأمر اليسير؛ إليك نصائح التي تجعل رحلة القراءة مع طفلك سهلة وممتعة.
طفل ووالده، وقد بدأ رحل القراءة للطفل.
Source: stocksnap.io
على الرغم من تقدم تقنيات عرض المحتوى تظل القراءة للطفل ذات أهمية ومكانة خاصة؛ لما تمثله من تقوية العلاقة بينه وبين أبويه، وزيادة شعور الطفل بالمودة والسعادة، كما تشير التجارب إلى أن الأطفال الذين يقرؤون مع آبائهم، تنمو لديهم مهارات القراءة والكتابة واللغة في سن مبكرة، إلى جانب تطور أدمغتهم وتحسن قدرتها على الربط والتحليل والتخيل.
ويمكن من خلال القراءة للطفل تعليمه مفاهيم متعددة، مثل: الأشكال والألوان وأسماء الحيوانات، إلى جانب تعليمه السلوكات الصحيحة، والتعاطف مع الآخرين.
وتأتي قراءة القصص في مقدمة أولويات القراءة للطفل، فكيف أختار الكتاب الأنسب لطفلي؟ وما القصص المفضلة لديه؟

معادلات اختيار كتب وقصص الأطفال

بعد التأكد من أن محتوى الكتاب أو القصة مناسب لأخلاقنا وثقافتنا وقيمنا، يمكننا معرفة عدد الصفحات المناسب للقراءة للطفل من خلال المعادلة التالية:
عدد الصفحات = سن الطفل × 2.
مثلًا: إذا كان طفلك ذا أربع سنوات فليكن الكتاب الذي تقرؤه له لا يزيد عن ثماني صفحات.
وأيضًا فإن عدد الشخصيات في القصة الواحدة يعتمد بشكل كبير على سن الطفل، ومن ثم يمكننا معرفة العدد المناسب من خلال هذه المعادلة:
عدد شخصيات القصة = سن الطفل × 1.
ذلك حتى لا يتشتت الطفل في الأحداث والشخصيات، ويستطيع بسهولة الربط بينها ومتابعتها.

– في العام الأول

يبدأ الطفل باكتشاف عالمه، وتجذبه المادة المصنوعة منه الكتاب أكثر من محتواه؛ لذا اختر كتابًا كبيرًا مقوًّى مغلفًا بالأقمشة أو الإسفنج، وتكون صوره كبيرة وألوانه جذابة، حتى يستطيع تقليبها بنفسه.

– وبين عمر العامين إلى ثلاثة أعوام

اختر قصصًا وكتبًا تفاعلية، واحرص أن تحتوي على مفاهيم بسيطة وواضحة، مثل: أفراد الأسرة، والفرق بين الألوان والأحجام.

– من ثلاث سنوات إلى 6 سنوات

يمكنه يختار كتابه ونساعده في هذا الاختيار، يمكن أن نقرأ للطفل قصصًا تعالج سلوكات تواجهه في حياته، فالطفل في هذا المرحلة ينجذب إلى شخصيات الكتب ويتفاعل معها.

– أكبر من ست سنوات

من المفترض في هذه السن أن الطفل يستطيع القراءة بمفرده، خاصة إذا كان الأهل مواظبين في القراءة له.
كما أننا لا نستطيع أن نجبره على اختيار ما يقرأه، وحده من يقرر نوعية كتبه، ودور الأهل هنا هو الإشراف على ما لا يناسبه قراءته فحسب.
من المفيد جدًّا في هذه السن أن يقرأ لغيره، لإخوته الأصغر على سبيل المثال أو لوالديه.

كيف اختار كتابًا مناسبًا لطفلي؟

– كم عمره؟

قبل انتقاء أي كتاب لطفلك، عليك الإجابة عن ذاك السؤال أولًا؛ حيث تضع دور نشر كثيرة الفئة العمرية المُستهدفة للكتب على أغلفتها، ومنها يمكنك اختيار كتب مناسبة لعمر طفلك يسهل عليه فهمها والاستمتاع بها، سواء كان سيقرأها بنفسه أم ستقرأها أنت له، ولا ضير إذا اخترت كتابًا لفئة عمرية أكبر منه بقليل، ثم تابعت فهمه وتفسيره لمحتواه؛ لتشحذ بذلك قدراته العقلية ومهارة القراءة لديه.

– حافظ على حماس طفلك

إذا أحضرت لطفلك قصتين، إحداهما عن الحيوانات والأخرى عن السيارات مثلًا، ووجدته يتفاعل أكثر مع تلك التي أبطالها من الحيوانات، وفِّر له قصصًا تشبهها لتبقيه متحمسًا ومستمتعًا، بل ويمكنك البحث عن قصص لنفس الكاتب؛ فربما يكون أسلوبه سهلًا أو ممتعًا لطفلك، ولا تتوقف عن تجربة كتب مختلفة معه.

– أشركه في الاختيار

إشراك طفلك في اختيار قصصه وكتبه يحفزه على القراءة والاستماع للقصص، اذهب معه إلى المكتبة ودعه يختر كتبًا منها، واحرص على سماع أرائه فيما لديه من كتب، ولا تجبره على قراءة ما لا يحب؛ كيلا تتحول القراءة لديه لنشاط إجباري ممل.

– اقرأها لنا يا صغيري!

انتقِ كُتبًا مليئة بالصور والرسومات التوضيحية، خاصة إذا كان طفلك صغيرًا لا يقرأ بسهولة، واطلب منه أن يُسمِعَك القصة مُستعينًا بالصور، ثم اقرأ معه نصها وأثنِ عليه؛ فسيشجعه ذلك على القراءة ويطور تلك المهارة لديه.

نصائح نلتزم بها عند القراءة للطفل

  • أن تكون القراءة بلغته الأم، وليست بلغة أجنبية مختلفة عن لغته، وإذا كانت لغته الأم هي العربية، فتكون القراءة بالفصحى، ويمكن فقط التوضيح بالعامية، لكن الفصحى هي الأساس.
  • بسِّط الجمل، واشرح الكلمات وكرر بعض المفاهيم المهمة.
  • ابتعد عن المفاهيم الخطأ والقصص المخيفة عند القراءة للطفل، وتجنب تلك المُرتكزة على العنف، خاصة إن كان في صورة البطولة كالأبطال الخارقين الذين يعتمدون عليه لحل المشاكل.
بجانب اتباع الخطوات السابقة، يمكنك الاطلاع على مقالات قسم «القيم التربوية» للمزيد عن كيفية غرس قيمة «القراءة والعلم» عند طفلك، وعن وسائل أخرى تزيد من معرفته وتوسِّع مداركه.
إذا حاز محتوى المقال على إعجابك، يمكنك متابعة حسابات تطبيق جيل على مواقع التواصل الاجتماعي والتواصل معنا عبرها، للمزيد من المعلومات والفوائد التربوية.

المراجع