Source: pixabay.com
يواجه والدا سمير اليوم تحديًا كبيرًا؛ فسمير ليس ذلك الطفل المثالي الذي حلموا به، بل لديه بعض السلوكات التي يرفضونها؛ فيعاندهم تارة، ويرفض تناول طعامه تارة، ويغضب بسرعة تارة أخرى؛ ولما شعر والداه بأنه يتصرف تصرفات خاطئة، عمدوا إلى عقابه وتوبيخه بكثرة، حتى لم يجدوا أي نتيجة مما يفعلون، فركنوا في الأخير إلى ما يقوله الناس: «عندما يكبر سيتوقف عن تلك التصرفات»، فبدأوا يتجاهلون تصرفاته، الصائب منها والخاطئ، حتى اعتاد سمير ذلك، وبات تقويمه أمرًا عسيرًا.
رغم سلبية هذا المثال، إلا أنَّه، وللأسف، منتشر وذائع، وما من أحد منَّا إلَّا ورأى مثل هذه الأسرة أو حتى كان فردًا فيها؛ ويُظهر هذا المثال مشكلات عدة عند الوالدين، مثل المثالية والتسرع وغيرهما، يجب عليهما التخلص منها والتعامل معها قبل الشروع في تعديل سلوكات أطفالهم؛ كيلا تأتي مجهوداتهم بنتائج غير مرغوبة، وسنسعى هنا لسرد نصائح تساعدهما على تجنب المشاكل المذكورة في هذا المثال.
المحتويات
1- لا تكن مثاليًّا
تبدأ كثير من المشاكل السلوكية والتربوية عندما يتوهم الوالدان أن أطفالهما يجب أن يكونوا مثاليين؛ فلا يُخطئون ولا يرسبون في اختبارات ولا يتلفظون بلفظ غير مقبول، وهذا تصور خاطئ في التربية بوجه خاص، وفي الحياة بوجه عام؛ والصواب هو السعي لتنشئة طفل سوي، لا طفل كامل مثالي.
2- المشاكل السلوكية المفيدة!
كما ذكرنا، توجد دلائل وأبحاث تشير إلى أن الطفل في أوائل مرحلة الطفولة المتوسطة يُظهر بعض السلوكات الخاطئة بين الحين والآخر وبحدة طبيعية، من بينهم العناد والغضب، وهما ما ظهرا على سمير في المثال السابق.
3- راعِ عمر طفلك
تختلف حدة المشاكل السلوكية والحكم عليها وعلاجها حسب عمر الطفل ومرحلة نموه، بل ونوعه في بعض الأحيان؛ فحدة بعض السلوكات عند الفتيات تختلف عن الفتيان، وما قد يستوجب التصرف عند أحدهما قد لا يستوجبه عند الآخر.
4- هل يشبه طفلك أقرانه؟
تُسهِّل الإجابة عن هذا السؤال على الأبوين الكثير، فإذا كان سلوك الطفل غريبًا ولا يفعله أقرانه غالبًا، فهذا السلوك، إذا كان مُتكررًا، قد يستدعي اهتمامًا خاصًا، أمَّا إذا كان شائعًا فقد يكون واحدا من خصائص النمو، أو سمة من سمات مراحله.
5- اطلع واقرأ دومًا
في كثير من الأحيان، يستقي الوالدان معرفتهما التربوية مما يشيع على ألسنة من حولهما، ويتبعان مفاهيم خاطئة يذكرها الناس، كذلك القول المذكور في المثال؛ وينبغي أن يطَّلع المُربِّي على مصادر موثوقة ويستشير أهل الخبرة والتخصص؛ كيلا يتبع أساليب خاطئة أو ضارة، فيؤذي طفله بدلًا من تقويمه.
6- استشر وجرِّب
تختلف طبائع البشر اختلافًا واسعًا، والأطفال ليسوا استثناءً؛ لذلك فما يصلح مع هذا قد لا يصلح مع ذاك، وما يتقبله فلان قد لا يُعجب فلانًا، وهكذا، وإذا لم يؤت أسلوب ما ثماره، فعليك البحث واستشارة المختصين لتجربة أسلوب آخر.
7- أنت قدوة طفلك
ربما ستجد هذه النصيحة في أي محتوًى عن التربية والسلوك؛ فالطفل بفطرته يقلد من حوله، لا سيما أبويه، والتقليد هو مسلكه الأول للتعامل مع الحياة قبل النصائح والتوجيهات المباشرة، فعليك إذًا مراعاة ذلك، وتقويم سلوكه بالفعل أكثر من الكلام.
8- الصبر مفتاح التربية
قد يستغرق تقويم مشكلة واحدة من المشاكل السلوكية وقتًا ومجهودًا كبيرين، إمَّا لطبيعة المشكلة، أو لشخصية الطفل، أو لعدم ملائمة الحل للمشكلة، أو غير ذلك؛ لذلك عليك التحلي بالصبر والهدوء أثناء رحلتك التربوية مع أطفالك.
الخاتمة
لا شك أن لكل مشكلة سلوكية عند الأطفال تعاملًا مستقلًا ملائمًا لطبيعتها، ولكل منها دوافعها وأسبابها التي يجب معالجتها وتقويمها للتخلص من المشكلة أو تقليل حدتها؛ لكننا سعينا في هذا المقال لوضع خطوط عريضة للآباء كي يراعوها أثناء محاولاتهم المستمرة لتقويم أطفالهم وتنشئتهم تنشئة صحية سليمة.
إذا حاز محتوى المقال على إعجابك، يمكنك متابعة حسابات تطبيق جيل على مواقع التواصل الاجتماعي والتواصل معنا عبرها، للمزيد من المعلومات والفوائد التربوية.
المراجع
مشكلات الأطفال «تشخيص وعلاج لأهم عشر مشكلات» – أ.د. عبد الكريم بكار
مشكلات الأطفال السلوكية، الأسباب وطرق العلاج – وفيق صفوت مختار
جزاكم الله خيرا شكرا