الكذب عند الأطفال - المشاكل السلوكية

Source: pexels.com

ما من أبٍ أو أمٍ إلَّا وقد واجهتهما مشكلة كذب أحد أطفالهم؛ فالأطفال قد يكذبون في سن مبكرة، سواء بقصد أو بدون، ثم يعتادون الكذب أكثر فأكثر مع معرفتهم لمصطلحات أكثر وإتقانهم للتحدث والتواصل؛ لذلك ينبغي على جميع الآباء توجيه أطفالهم وحثهم على الصدق قبل أن يعتادوا الكذب، ويصبح الكذب عند الأطفال يصعب تقويمها.

وبطبيعة الحال، هناك دوافع وأسباب تدفع الأطفال نحو الكذب، وهناك آليات وأساليب على الآباء اتباعها لغرس قيمة الصدق بداخلهم؛ فبجانب قبح الكذب وأضراره، تُساعد قيمة الصدق الأطفال على اكتساب قيم أخرى في حياتهم، مثل: تحمل المسؤولية، والعناية بالآخرين.

المحتويات

دوافع الكذب عند الأطفال وأسبابه

الخيال: يكون خيال الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة خصبًا جدًّا، حتى أن كذبه في تلك المرحلة لا يُعد كذبًا، بل يُسميه البعض «كذبًا خياليًّا»؛ نظرًا لأن قدرته على التفريق بين الحقيقة والخيال في هذه المرحلة تكون غير مكتملة، ولحبه للقصص والحكايات واستمتاعه بسردها وتأليفها؛ لذا فإن الأساليب المذكورة لاحقًا تُناسب الأطفال في سنوات الطفولة المتوسطة أكثر ممن هم أصغر منهم.
الفضول: قد يتساءل الطفل في نفسه: «ما الذي سيحدث إذا قلت أمرًا لم يحدث؟ أو إذا كذبت بشأن أمرٍ ما؟» فيجرب الطفل الكذب بدافع الفضول للإجابة عن تساؤلاته ومعرفة عواقب تجربته.
صرف تركيز الأبوين عنهم: يميل الأطفال الذين يعانون من التوتر أو الاكتئاب إلى الكذب لإخفاء أعراضهم أو تخفيف وصفها، كيلا يشعروا بقلق أبويهم نحوهم أو تعاطفهم معهم.
السعي وراء تحقيق ذواتهم: يكذب بعض الأطفال بغرض رفع ثقتهم بأنفسهم إذا كانوا يعانون من نقصها؛ فتجدهم يحكون قصصًا عن أنفسهم تُشير لمهارات ومواهب لا يمتلكوها، سعيًا وراء ثناء من حولهم وتقديرهم.
التسرع: قد يُجيب بعض الأطفال عن الأسئلة قبل حتى التفكير فيها، لا سيما أولئك الذين يعاونون من اضطراب قصور الانتباه وضعف الحركة، فمنهم من قد يجيبك إجابة تبدو كذبةً، لكن الطفل صادق ولا يتذكر غير ما قال؛ وتتطلب هذه الحالات عمومًا تدخلًا من مختصين.

أساليب التعامل مع الكذب عند الأطفال

«قانون 1: لا كذب في منزلنا!»: أكِّد دومًا على قيم أسرتك، والتي على جميع أفراد الأسرة اتباعها، وعلى رأس القائمة ركز على الصدق وأهميته، وحذرهم من الكذب وعواقبه، وبدون شك، يجب أن تكون قدوة في المنزل، وأن تلزم الصدق دومًا.
كُن حكيمًا: لا تتطلب جميع أنواع الكذب تدخلًا جادًا وحازمًا، فإذا كان الطفل يكذب للفت الأنظار إليه، ويختلق نجاحات وإنجازات وهمية، يمكنك إخباره بأن ما يحكيه هو محض قصة، فيفهم من ذلك أنك لاحظت كذبه، أو يمكنك تجاهل كذبته وصرف الحديث إلى اتجاه آخر، أمَّا الأكاذيب المؤثرة التي يستخدمها للهروب من مسؤولية ما، فعليك حينها وضع قواعد للتعامل مع تلك الأكاذيب، مثل: أن تحرمه من هاتفه لبعض الساعات.
حذِّره بهدوء: إذا لاحظت كذب طفلك في أمرٍ ما، حذِّره ألَّا يكرر الكذب مرة أخرى، وأنه إذا فعل يستوجب عليه تحمل عواقب كذبه؛ واحرص أثناء ذلك على الحفاظ على هدوئك، فإذا حذرته بعصبية أو بصوت عالٍ، فلن يؤتِ تحذيرك ثماره.
لا تُتِح لطفلك مجالًا للكذب: يتضح أن كثيرًا من أسباب الكذب نابع من دوافع واحتياجات نفسية؛ فإذا كان طفلك يكذب لجذب الاهتمام، وفر له ما يحتاج منه؛ وإذا كان عقابك له على أخطائه عنيفًا مما يضطره للكذب خوفًا من عقابك، توقف عن معاقبته وعامله برفق وتعامل مع أخطائه بحكمه؛ وهكذا حتى لا يخشى قول الحقيقة ويستبدل الكذب بها.
لا تنعته بالكاذب أبدًا: حتى لو اكتشفت كذب طفلك أو لاحظت كذبه بكثرة، لا تناديه بالكاذب أبدًا، فذلك قد يجعله يتمادى في كذبه ويقتنع به؛ بل ادعمه ووضح له أنك تثق به وتصدقه دومًا، فتشجعه بذلك على قول الصدق.

الخاتمة

الصدق سلوك مهم يحيى الإنسان به، والكذب عادة وخيمة وسلوك بغيض يجب أن نبذل ما في وسعنا لإبعاد أطفالنا عنه، وتنشئتهم على الصدق والأمانة.

إذا حاز محتوى المقال على إعجابك، يمكنك متابعة حسابات تطبيق جيل على مواقع التواصل الاجتماعي والتواصل معنا عبرها، للمزيد من المعلومات والفوائد التربوية.