كيف أجنب طفلي مخاطر الإنترنت؟

المقال الأول من سلسلة «طفلي والتقنية» يستعرض مخاطر الإنترنت المحتملة وسبل حماية الأطفال منها.

طفل وطفلة يستخدمان أجهزة إلكترونية، كيف يمكن وقايتهما مخاطر الإنترنت؟

Source: pexels.com

منذ نحو 20 عامًا، أذكر أبي وهو يوصل وصلات بحاسوب المنزل ويُدخِل فيه قُرصًا ضوئيًّا، ولم تمر دقائق حتى سمعنا صوتًا مُتقطعًا غريبًا لم نسمعه من قبل؛ ليُخبرني والدي أن حاسوبنا مُتصل الآن بشبكة الإنترنت! لم أكن أعلم شيئًا عما اتصل به حاسوبنا، ولما سألت عنه أخبرني أنها شبكة تجمع الناس حول العالم، فيقرأون منها الأخبار ويبحثون عن وظائف ويرسلون لبعضهم رسائل وبرقيات.
مرت سنوات، ولم تعد تلك الشبكة غامضة كما كانت، ولا يسألني طفلي عنها ولا يستعجب، بل يستخدمها استخدامًا يوميًّا، ويتقن التجول بين صفحاتها والتنقل بين مواقعها ربما أكثر من إتقاني لها.
ومنذ طفولتي حتى الآن، اتسعت الشبكة وتوسعت، وزادت منافعها واستخداماتها زيادة هائلة، حتى طالت جميع جوانب حياتنا. وبطبيعة الحال، ظهرت مع فوائدها مخاطر وأضرار تجعلنا نفكر أحيانًا في فصل أطفالنا عنها لتجنبها، حتى لو استغنينا عن فوائدها، لكن هذا الخيار بات أشبه بالمستحيل، بل وأصبح غير صائب في أحيان كثيرة، لا سيما وأن أنشطة مثل التعليم باتت تُمارس عبرها، حتى أمست الحواسيب بديلًا عن الفصول المدرسية التقليدية.
لذلك، لم تعد معرفتنا بمخاطر الشبكة ووسائل حماية أطفالنا منها رفاهية، بل ضرورة وواجب علينا جميعًا، كآباء وأمهات.

مخاطر الإنترنت المحتملة على الأطفال

  • التعرض لمحتوى إباحي: أكثر ما يخشاه الآباء على أطفالهم؛ نظرًا لانتشاره الواسع وتأثيره المباشر على الطفل.
  • التعرض لمحتوى غير ملائم للأطفال: يستهين بعض الآباء بهذا النوع مقارنة بسابقه رغم تعدد أنواعه ومصادره، ويقصد به أي نوع من المحتوى العنيف أو المُحرض على العنف؛ والمحتوى النابي البذيء، سواءً كان مقروءًا أم مسموعًا أم غير ذلك؛ والمحتوى الفكري غير المناسب؛ وأي محتوًى قد يؤثر سلبًا على الطفل وشخصيته.
  • تحميل المحتوى الْمُقرصَن: يشتمل هذا الأمر على عدة جوانب قد تؤثر على الطفل؛ أولها جانب أخلاقي؛ حيث يُنافي تحميل المحتوى الْمُقرصَن مبادئ احترام ملكية الآخرين التي نسعى لغرسها بأطفالنا؛ وثانيها جانب تقني، فالمحتوى الْمُقرصَن يعج بكثير من البرمجيات الخبيثة التي من شأنها تهديد الأجهزة الإلكترونية وأمنها؛ وثالثها جانب قانوني؛ حيث تُجرِّم دول عديدة تحميل المحتوى الْمُقرصَن وتعرِّض مستخدميه للمساءلة القانونية.
  • التعرض للتنمر: كما قد يحدث في الحياة الواقعية، يتعرض الكثيرون للتنمر أثناء استخدامهم شبكات التواصل وبرامج المحادثة، كما يسعى بعض مُتلصصي الشبكة لاستنطاق الأطفال وسؤالهم عن معلومات شخصية لجمعها واستغلالها بأشكال مختلفة.
  • التأثير على نمو الطفل وصحته: لا يقتصر هذا الأمر على استخدام الإنترنت فقط، بل استخدام الأجهزة الإلكترونية استخدامًا خاطئًا بوجه عام، فقد تؤثر مدة الاستخدام الطويلة على نظر الطفل ونومه (تعرضنا لهذا الأمر بالتفصيل في الأوراق التربوية لحلقة «وقت الشاشة» بتطبيق جيل، وفي مقال «كيف تحمي طفلك من إدمان الشاشات في 3 خطوات؟»)، وقد يكون لوضعيته أثناء الاستخدام تأثير على جسده، كما قد يستغني بالأجهزة الإلكترونية عن اللعب مع أصدقائه وممارسة الرياضة والأنشطة الجسدية.
ولا تختص هذه المخاطر بالأطفال فقط، لكن أثرها عليهم يكون أكبر بلا شك؛ لذا كان لزامًا علينا إدراكها، ومن ثم تفاديها وحماية أطفالنا منها.

كيف أحمي طفلي من مخاطر الإنترنت؟

  • فعِّل أدوات الرقابة الأبوية: تُوفر مواقع وتطبيقات كثيرة خواص وأدوات لمراقبة الأطفال وحمايتهم مما لا يناسبهم، فعليك تفعيل خيارات الرقابة وحجب محتوى البالغين عن الأطفال في محركات البحث ومتاجر الألعاب والتطبيقات وغيرهم.
  • وفِّر لهم بيئة آمنة: يُحب الأطفال الرسوم المتحركة والمحتوى الجذاب، ولا يدركون -لصغر  أعمارهم- مصدر ما يشاهدون ولا ما ورائه من أفكار؛ لذا، عليك أن توفر لهم بيئة آمنة مثل: تطبيق جيل؛ لتتيح لهم المحتوى الذي يحبونه، ولكن عبر تطبيق آمن 100% وخالٍ من أي إعلانات أو أفكار تضرهم؛ لتضمن لهم وقتًا ممتعًا ومفيدًا وآمنًا.
  • راقبهم مراقبة مناسبة: بجانب استخدام الأدوات المذكورة، ضع الشاشات والحواسيب في أماكن مكشوفة من المنزل، ويمكنك وضع الأجهزة المحمولة على حوامل ثابتة لتظل مكشوفة عليها، وتُسهِّل عليك مشاهدة ما يفعله أطفالك بها.
  • حدد وقتًا للاستخدام: لا ينبغي أن يتعرض الأطفال للشاشات لمدة تزيد عن ساعتين منفصلتين يوميًا، ولذلك توفر تطبيقات عديدة خاصية تحديد وقت استخدام الشاشة للطفل، من بينها تطبيق جيل، الذي يُمكِّنك من تحديد مدة استخدام طفلك للحفاظ على سلامة عينيه وصحته.
  • تحدث مع طفلك: خطوة قد لا تقل أهمية عن سابقاتها، فعليك التحدث مع طفلك عن مخاطر الإنترنت والمتنمرين والْمُقرصنين وغيرهم، وأن تكسب ثقته كي يُحدثك على الفور إذا ما تعرض لأي أمر قد حذرته منه.
  • حدِّثهم عن الخصوصية: استكمالًا للخطوة السابقة، تحدث مع أطفالك عن خصوصيتهم وخصوصية أسرتهم، وعمَّا يمكنهم مشاركته وعمَّا ينبغي الحفاظ عليه وعدم مشاركته مع الغير.
  • احرص على ممارستهم للأنشطة البدنية: هذه نصيحة بديهية عامة، لا تدع أطفالك محبوسين أمام الشاشات، بل وفِّر لهم أنشطة رياضية وبدنية قدر الْمُستطاع.

الخاتمة

بلا شك، سيستهلك تنفيذ الخطوات السابقة منك وقتًا ومجهودًا، خاصةً لو كان لديك أطفال يستخدمون الإنترنت فعليًّا، فستبذل مجهودًا إضافيًّا في إقناعهم بالتغيير؛ لكن صدقني، فالأمر يستحق العناء، كي تضمن لأطفالك استفادة كبيرة من الإنترنت ومواردها ومعارفها، وتجنبهم مخاطر الإنترنت وأثارها الجانبية قدر الإمكان.
وبالأخير، ننصحك بتحميل تطبيق جيل؛ لتوفر لأطفالك عاملًا آمنًا من المحتوى الممتع الجذاب، وتحميهم من أضرار المحتوى غير المناسب المنتشر بكل مكان.

المراجع

Internet Safety (for Parents) – Nemours KidsHealth

Internet Safety for Kids | How to Keep Your Children Safe Online (consumernotice.org)

Internet Safety for Children: Tips to Keep Kids Safe Online | Kaspersky

10 things every parent can do to keep kids safe online | Children’s Health Queensland

Online safety advice for 6-10 year olds | Internet Matters

Leave a comment