ترسيخ القيم عند الأطفال… 6 نصائح لتخطي التحدي الكبير

ترسيخ القيم عند الأطفال هو واحد من أكبر التحديثات التي تواجه الآباء في رحلتهم التربوية مع أطفالهم، ويسرد هذا المقال 6 نصائح لمساعدة الآباء على تخطي هذا التحدي الصعب.

أب يوجهه طفله، سعيًا وراء ترسيخ القيم لديه.

Source: pexels.com

يتشارك جميع الآباء في هدف واحد؛ هو تنشئة أطفالهم على مفاهيم سليمة وترسيخ القيم عندهم، ويسعى أكثرهم إلى ذلك سالكين طرقًا مختلفة؛ منها فعَّال ومنها ما لا يؤتي ثماره، فيكتفي بعضهم بالمدرسة والمؤسسات التعليمية فقط لتعليم أطفالهم القيم، وبعضهم يعمد إلى تحويل كل موقف لمحاضرة قيميَّة، ويعتمد آخرون على التلفاز والمنصات الإعلامية المختلفة.
نناقش في النقاط التالية هذه الطرق وفاعليتها، ونسرد معلومات عن القيم وتأسيسها عند الأطفال، ونجيب عن سؤال المقال: «كيف تُرسِّخ القيم عند طِفلك؟».

1- أنت قدوة طفلك

قبل الشروع في غرس أي قيمة عند طفلك لا تنسَ أبدًا أنك قدوته ومُلهِمه، وأنه قبل أن يستمع لما تقول فهو ينفذ ما تفعل ويسعى لتقليدك دومًا؛ ودعنا نضرب على ذلك مثالًا: أبٌ يُحدِّث طفله عن آداب الحديث وحسن الاستماع، وتجده يتحدث بصوتٍ عالٍ جهوري، ولا يُعطِ ابنه فرصة للرد؛ فكيف لطفله أن يطيعه ويلتزم بتلك القيم مع والدٍ لا يلتزم بها؟
لذا، فإن تربية الأولاد، لا سيما ترسيخ القيم عندهم، هو أمر حساس وبالغ الأهمية، ويحتاج من الوالدين وقتًا ومجهودًا كبيرين.

2- لا مزيد من المحاضرات

يميل آباء كُثر إلى تحويل أي موقف إلى محاضرة يلقن فيها طفله القيم الْمُستفادة أو الْمُتوقعة من ذلك الموقف، ولا تخلو تلك المحاضرات في كثير من الأحيان من ملل ورتابة يُفقدانها معناها وفوائدها، ولتجنب ذلك، يمكن مناقشة الموقف مع الأطفال وطرح أسئلة عنه، مثل: «كيف نتعامل مع هذا الموقف؟» أو «ما رأيكم بهذا التصرف؟» أو «ما الخيارات الأخرى التي يمكن التعامل بها مع هذا الموقف» أو غير ذلك، للتفاعل مع الأطفال ومناقشتهم عن القيم المنشودة، بدلًا من تلقينهم إياها بأسلوب نمطي.

3- شجِّع طفلك كلما تصرف تصرفًا جيدًا

إذا أعطى أحد أطفالك لعبة أو حلوى أو أي شيء يحبه لأخيه، فهذا الموقف مثالي لتزرع بهم قيمة المشاركة على سبيل المثال. ابدأ الحديث بتشجيع طفلك والثناء على تصرفه النبيل، ثم اربط فعله بالقيمة المُتعلقة به، واذكر أهمية تلك القيمة في حياته وتأثيرها على حياة الآخرين، وبهذا التشجيع والثناء تحمسه على الاعتياد على مثل هذا التصرف، وتكون قد غرس بداخله قيمة مهمة.

4- انتقِ ما يشاهده طفلك

نتعرض يوميا لِكمٍّ هائل من المحتوى، سواء كان على شبكة الإنترنت أم التلفاز أم غيرهم، ولا تُؤمَن مشاهدة الطفل لكثير مما يُعرَض على تلك الوسائل، لما قد يحتويه من مشاهد أو أفكار أو قيم غير ملائمة له، وقد يتعرض الطفل بذلك لأفكار تُناقض تمامًا القيم التي يسعى الوالدان لغرسها بداخله، فيشكل هذا التعارض عقبة للطفل، وربما يذهب بمجهود الوالدين أدراج الرياح.
لذا، احرص على أن يشاهد طفلك محتوًى ملائمًا لعمره ولثقافته، وننصحكم باستخدام «تطبيق جيل» لما فيه من مسلسلات وحكايات وأغانٍ وألعاب غنية بالقيم الأصيلة، بجانب القسم الأبوي الذي يقدِّم لكم أوراقًا تربوية وبرامج تطويرية تُعينكم على تربيته تربيةً سليمة.

5- ناقش معه قراراتك

خططتم للذهاب جميعًا لنزهة يوم العطلة، ثم مَرِضت جدة الأطفال فقررتم إلغاء النزهة والذهاب إلى جدتهم. ينبغي عليك في موقف كهذا مناقشة القرار مع أطفالك، وأن تفرِّق لهم بين عدم الالتزام بالمواعيد أو الخطط، وبين تغييرها من أجل أولوية أو واجب آخر عليكم القيام به. مع الوقت، يمكنك إشراك أطفالك في اتخاذ القرارات، ومناقشة دوافعهم وقيمهم التي بنوا عليها تلك القرارات.

6- لاحظ كيف يُنفِق أمواله

يمكنك ملاحظة الكثير من سلوك الطفل وقيمه عبر مراقبة طريقة تعامله مع ممتلكاته، لا سيما النقود، فانظر هل يُنفق كل ما لديه من نقود بمجرد حصوله عليها؟ أم يدخر منها جزءًا وينفق جزءًا؟ أم يدخرها كلها ويطلب المزيد؟ أم يُساعد بها غيره؟ وما إلى ذلك.
بالإجابة عن الأسئلة السابقة، وغيرها مما يُشبهها، يُمكنك الاستدلال على التزام طفلك بعددٍ من القيم، كالكرم والقناعة وغيرهم؛ ومنها عليك التركيز على ما يحتاج أن يُعزَّز لديه.

الخاتمة

يُشكِّل ترسيخ القيم عند الأطفال تحديًا حقيقيًّا أمام كثير من الآباء، خاصة عند انشغالهم بعدد هائل من الالتزامات اليومية. لذا ننصحكم باتباع النصائح السابقة، ومتابعة محتوانا الأبوي المتجدد على تطبيق جيل ومدونته.
لمعرفة المزيد عن القيم وترسيخها عند الأطفال، شاهدوا محاضرة الدكتورة نهال حمدي، مستشارة تطبيق جيل التربوية، عن القيم ودورها في حياة الطفل: https://bit.ly/3q3IGus

Leave a comment